{معلمتي السيدة نملة }}

معلمتي السيدة نملة




أود أن أحكي لكم قصة تحتل مكانه مميزة في قلبي وهي كما يقول الكاتب :


ذهبت للتخييم مع أسرتي في معسكرنا في منطقة صغيرة على بحيرة ,وكانت في الواقع أجمل منطقة وقعت عليها عيني وكانت الأشجار تنتشر في كل مكان حول هذه البحيرة الصغير والمكان يبدوا كما لو أنه ظل لعشرات الألاف من السنين دون أن تمتد إليه يد بشر,وعبر البحيرة تظهر قمم المرتفعات الرائعة .


في هذا الوقت كما تتوقع كان انتباهي دائما موجها نحو هذه القمم المرتفعة الساحرة ,وكنت حقا أجدها مثيرة للخيال ,إلا أنه ذات صباح وجدت مصدرا آخر للإهام في مكان آخر مختلف وأكثر إنخفاضا .


ونظرت في هذه اللحظة إلى قدمي فرأيت نملة سوداء وحيدة,كانت هذه الحشرة الصغيرة تسير أمام قدمي وأرجلها الصغيرة تتحرك تباعا في إيقاع سهل سريع وحينما رأيتها أدركت حينها أنني لم أشهد نملة مطلقا في حياتي قبل هذه اللحظة.....

فلنرى ماذا فعل الدكتور في هذه النملة المسكينه !!!!!


لقد اعتقدت أنه سيكون من الممتع إختبار سعة الحيلة لدى هذا المخلوق الصغير لذا ..
1)فقد صنعت تلا من الرمال في طريق هذه النملة لأرى كيف تتمكن من إجتيازه وأظن أنه كان بمثابة جبل بالنسبة لهذه النملة ,إلا أنها استمرت في السير وتسلق هذا التل دون توقف حتى بلغت الذروة وهبطت من الناحية الأخرى.

2)ثم قمت بعمل حفرة صغيرة لتشكل واديا في مسارها فاستمرت في يرها داخل الحفرة ثم خرجت منها دون أن تتوقف

3)ثم وضعت حجرا معقول الحجم في مسار هذه النملة ,فحاولت أن تتسلق الصخرة وجاهدت قليلا حتى وقعت ,وبدا أنها تعيد تقييم الموقف ثم دارت حول الصخرة واجتازتها ...

4)وفي النهاية جربت معها عائقا أخيرا فقمت بوضع عصا أمامها فجاهدت هذه النملة للتغلب على هذه المشكلة أيضا حتى وجدت طريقا لتخطي هذه العقبة عن طريق تغيير اتجاهها والبحث عن طريق بديل .




لقد اجتازت هذه النملة بعض الإختبارات الصعبة بالنسبة لها لكنها خلالها جميعا إستمرت في التقدم ولم تتوقف في أية لحظة ولو لثانية ,وعلى قدر ما أذكر لم تغير ما كانت تقوم به على الإطلاق ألا وهو التقدم للأمام ....يالها من قوة دافعة!!!!!!!!

وأعتقد أيضا أنها لم تشكو أو تتذمر على خلاف الشخص الذي تواجهه مشكلة فهي لم تلجأ لصديق تشكو له ولم تشعر بالإرهاق وتأخذ راحة ولم تتوقف لتفكر في المشكلة قبل أن تحاول مرة أخرى كما أنها لم ترجع إلى مستعمرة النمل لتطرح عليها المشكلة وتعود مع لجنه من حكومة النمل لدراسة هذه العقبه.




أليس من المثير للعجب أن أتعلم هذه الدرس ليس من المرتفعات ولكن من مكان قريب جدا من الأرض عند أطراف قدمي ؟!

ولكنه كان بالنسبة لي عرضا حيا لرسالة مهمة للغاية وهي أننا لا يجب أن نتوقف عند كل عقبة تضعها الحياة في طريقنا .نعم قد نحتاج إلى التوقف لبرهة ونفكر في الخيارات المتاحه ,ونضع الخطط ولكن النجاح يعتمد في الأساس على قدرتنا على الإحتفاظ بقوتنا الدافعة الطبيعية الرائعة ,وكل من يمتلك الإصرار والمثابرة يرى أحلامه تتحقق في النهاية .





إذن إستمر في التقدم إلى الأمام ولا تدع العقبات توقف مسيرتك

وتذكر دائما فقط:


عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك
عش بالإيمان ,عش بالأمل
عش بالحب,عش بالكفاح
وقدر قيمة الحياة


للأمانه فقط .. م ن ق و ل

تسلمين ياغناتي ... مشكوره