[center]في بعض احاينك تتوق إلى الصمت والهدوء فلا تجد إلا أكواماً من الأصوات تنهال عليك من كل حدب وصوب .. كما لو أن الدنيا بأكملها تأمرت
عليك لتحرمك لذة أمنيتك .. تتلهف إلى خلوتك .. خشية أن تخدش أصواتهم بلورة فكرك .. يغرقونك بترهاتهم فتسبح مقاوماً تيارهم تجاهد ألا تجاريهم حتى تحل
إلى محل وحدتك .. تفكر في صمتك فيبهرك عمق تأملاتك وتعجبك سلامة منطقك .. تسترسل مع عقلك هائماً في عالم نوراني بكل نشوتك .. حتى إذا ما امتلأ
خزين فكرك وهم بالفيض يقابلك السكون كأسخن ما تكون عليه الردود .. تتوق إلى الضجيج فلا تسمع إلا صوت نفسك فلا تزال مردداً صدى أفكارك .. تكررها
كأن لم تكون نابعة من هذا الذي تحمله بين أذنيك .. تسأم هي منك فلا تعود تستمع لنداءاتك .. تشعر بفراغ يملأ عقلك .. كأن السبيل بك انقطع .. كما انقطعت
أفكاري الآن ولكن عزائي أنني ما زلت قادرة على التفكير في كل شيء مهما تأخر جنيي لثمار فكري .. فلا شيء يخيفني كي أيأس من التفكير ..
تراه ما سيكون حالي لو وجدت شريكاً لي في فكري ؟! يضيف علي .. ويصحح لي ما أخطأت به .. يمدني بما أحتاجه دون قصد منه .. إنما برشفات من فيض
علمه يثيرني .. وفي عبق ماضيه أجد ضالتي .. فحسبي منه ما يمنحني إياه .. وحسبه مني حسن إقبالي عليه .. وإصغائي إليه .. وتقديمي إياه على من يجاريه !![/center]